Monday, July 4, 2011

الخطاط محمد عزت

النجم الساطع المناضل والشاعر والخطاط .. محمد عزت خطاط


فلاح يازار أوغلو

الشاعر محمد عزت خطاط

الخطاط المبدع هو من أدرك كنه الخطوط وتعرف على أنواعها فكان إنتاجه غزيرا وتراكيبه جميلة وجذابة ..أن هذا الفنان الخالد لم ينل نصيبه من التعريف والتقدير على الصعيد الفني والأدبي في الخط والرسم والزخرفة والشعر والموسيقى والرياضة . ولكن شخصيته الفنية أوسع واكبر من ذلك بكثير .. انه فنان وشاعر وأديب خالد بمعنى الكلمة لان الخلود هو أيجاد أو ابتكار أعمال فنية تسمو على الزمن والعصور انه الخطاط والشاعر والأديب التركماني الأصيل ( محمد عزت خطاط كركوكلي ) حيث لا يتباهى بالحسب والنسب إذ قال أنني من بيت رفيع الشرف وكريم النسب ومحمود السيرة والسمعة ..

ولد المرحوم عام 1929م في كركوك محلة المصلى قرب مرقد الإمام احمد ( رض ) الذي تولت إدارته منذ القدم عائلتهم الدينية المحافظة أبا عن جد وقد تولع المرحوم بفن الخط منذ صباه عندما كان تلميذا في مدرسة المصلى الابتدائية في كركوك فضلاً عن حبه الرسم وعمل النقوش والأعمال اليدوية الأخرى والشعر أيضا منذ مرحلة الابتدائية كان يذهب خلال العطلة الصيفية إلى الملا في الجوامع لختم القران وبدأ تلقي الدروس الدينية ودروساً في حسن الخط وختم القران عند الشيخ الوقور المرحوم ( ملا حمدي أفندي صو قولو زاده ) وهو كان من أشراف كركوك حيث كان يشجعه كثيراً في فن الأدب لأنه كان محباً للشعر منذ الصغر .. وفي المرحلة الابتدائية كان في مدرسة المصلى معلم يجيد فن الخط وهو الأستاذ ( شفيق عمر ) رحمه الله الذي كان يجيد الخط وخاصة في الثلث والنسخ وعندما وجد عند تلميذه ( محمد عزت ) وهو في المرحلة الثالثة من الابتدائية سرعة فهم واستيعاب لفن الخط قد أولى له اهتماماً وشجعه على الاستمرار على تعلم فن الخط وكان هناك مشجعون آخرون الأول المرحوم دايي قادر بن سعيد اغا ) حيث جلب له فرشاً وسلايات واصباغاً واوراقاً مصقولة من شركة النفط تشجيعاً له ، والثاني هو الخطاط ( بكر صدقي ) حيث اخذ منه النقش والزخرفة ، والثالث هو المرحوم حسن نقاش البناء ) المشهور في كركوك الذي كان ينقش البيوت .. ومن اشهر الخطاطين في العالم الإسلامي الذي تأثر بهم المرحوم واعتبر نفسه تلميذا عندهم في هذا الفن البديع منهم :ـ

1) الخطاط سامي بك 2) الخطاط محمد نظيف بك 3) الخطاط يازار بك 4) الخطاط مصطفى راقم 5) موسى عزمي بك ( حامد الامدي ) 6) محمد بدوي الديراني من دمشق 7) سيد إبراهيم المصري واطلع المرحوم على كتب كثيرة في فن الخط والزخرفة منها كتاب ( الخط العربي وتطوره في العصور العباسية في العراق ) المطبوع عام 1962م للدكتورة سهيلة ياسين وكذلك تدرب على كراسة الخطاط الشهير ( محمد فؤاد ) التركي الأصل المطبوعة سنة 1321هـ عنوانه ( يازي رهبري ) والدليل للخطوط في التاريخ وكذلك تدرب على كراسة شيخ الخطاطين ( محمد عبد العزيز الرفاعي ) المطبوع عام 1342هـ وعنوانها ( قواعد الخط الفارسي ) وكان معجباً اشد الإعجاب بخطوط الأستاذ الكبير المرحوم ( هاشم محمد البغدادي ) الذي يعد نجماً لامعاً في سماء هذا الفن وانه من اعظم الخطاطين في النصف الثاني من القرن العشرين في العالم الإسلامي وقد تدرب على خط الثلث من ( فرمان ) الموجودة في التكية المولوي ( ده ده حمدي ) وفرمان ( هو الأمر الصادر من السلطان مكتوب باللغة التركية القديمة وبخط الثلث ومكتوب على جلد الغزال في عام 1320هـ من قبل الخطاط المعروف ( رؤوف ) من سكنة محلة بريادي في كركوك أما في خط النسخ كان يقلد الخطاط الكركوكلي الشهير ( شوقي قدسي زاده ) ويعتبر خطوطه في النسخ من أرقى الخطوط . .

وأما في الرقعة فتابع خطوط الخطاطين من الأتراك والمصريين وفي الديواني اتبع خطوات الخطاط ( حامد الامدي ) و ( محمد عزت ) و ( سامي بك ) و( محمد شفيق ) و ( عارف بك ) وجميعهم أتراك ..

أن المرحوم فتح أول مكتب للخط عام 1955م في شارع بابا كركر قرب سينما الحمراء وكان أول مكتب للخط في كركوك وبعده انتقل إلى شارع أطلس قرب سوق العصري في كركوك عام 1958م وبمشاركة زميله وتلميذه الخطاط عبد الملك عباس ( أبو إحسان ) وهو فنان قدير وله خدمات جليلة في هذا الفن .. وكان المرحوم من خريجي إعدادية صناعة ببغداد لعام 1952ـ 1953م حيث عين بعد تخرجه معلماً في محافظة القادسية ( الديوانية ) وبعدها نقل إلى قضاء الحويجة في محافظة كركوك ومن ثم نقل إلى مركز المحافظة لتدريس التربية الفنية في مدرسة الإمام قاسم ثم نقل إلى إعدادية المصلى لتدريس التربية الفنية من الرسم وخط وتخريم وزخرفة وتحف وخدم في هذه الإعدادية 21 عاماً حيث تخرج من هذه الإعدادية مئات التلاميذ تعلموا الخط والرسم والزخرفة ومن تلاميذه ( الأستاذ نورالدين عزت والأستاذ فخري جلال والخطاط اكرم صابر كركوكلي وإخوانه والأستاذ غائب فاضل مدير آثار كركوك ) والفنانين كل من ( فؤاد حميد وفاروق حسام الدين وصباح سعيد وناظم احمد واحسان عبد الملك وعدنان عبد الله وشاهين دايي قادر وسامي عزالدين وفاتح صبحي ) وغيرهم من الفنانين الذين تألق نجمهم في سماء بلدتنا .. ومن مؤلفات المرحوم كتاب بعنوان ( كيف تتعلم الزخرفة ) وكتاب مكون من خمسة مجلدات بعنوان ( مدخل إلى الخط العربي ) ويتضمن هذا الكتاب تاريخ الخط العربي في كركوك ويتضمن هذا الكتاب مخطوطات مشاهير الخطاطين في كركوك من بداية القرن التاسع عشر إلى نصف الأول من القرن العشرين ..

وفي عام 1959م كلف بالتدريس في دورات المعلمين التي أعدت لراسبي الصف الخامس الإعدادي ، ثم عين خبيراً في المحاكم لفحص وتدقيق الخطوط والتواقيع .. وفي عام 1969م كلف بإلقاء محاضرات في موضوع فن الخط للمعلمين والمعلمات عن كيفية تحسين خطوط التلاميذ في الصفوف الأولية .. وفي عام 1975م كتب سطور مرقد الإمام احمد ( رض ) في كركوك وصمم كتاب ( ارزي قمبر ) للأستاذ المحامي ( عطا ترزي باشي ) وصمم كتاب ( ألف باء ) للصفوف الأولية في المدارس التركمانية في عام 1971م ومن أثاره الخطية كتابات جامع الشيخ حسام الدين واليرموك وجامع عرفة للحاج ( حسن نجم ) في كركوك وجامع في الحويجة حيث قام بالتصاميم الفنية والزخارف المنقوشة وكتابة الآيات القرانية بتصاميم مبتكرة رائعة مع زميله الخطاط المرحوم ( عبد الملك عباس خطاط ) ..

* وكان المرحوم محمد عزت خطاط مناضلاً منذ أحداث مجزرة كاور باغي عام 1946 ثم لعب دوراً كبيراً في أحداث مجزرة كركوك الرهيبة عام 1959 حيث كان يوجه الشباب ويقودهم بالنضال السياسي والفكري والقومي وكان على رأس احد تشكيلات الشباب السرية .

كان المرحوم سياسياً محنكاً وذو فكر نير وكان يلتقي مع عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية بارزة في المجتمع ومنهم بعض المناضلين التركمان بالخصوص امثال الذين كانوا يلتقون عنده في المكتب أو البيت الأستاذ الكبير المحامي عطا ترزي باشي والمناضل المرحوم داي قادر اغا والمرحوم عبد الملك خطاط والأستاذ مولود طه قايجي والأستاذ قحطان الهرمزي ومن الشعراء الشباب حينذاك الشهيد سيف الدين بير أوجي وفاتح يونس وشاهين داي قادر والأستاذ شمس الدين توركمن اوغلو حالياً رئيس تجمع القوميين التركمان حيث كانوا يتعلمون منه الشعر والخط والسياسة وهناك كان بعض الشخصيات الثقافية يترددون عليه مثل الأستاذ هادي كوزل وكولجن هاشم من معلمي المركز الثقافي التركي في كركوك ( كولتور درناكي ) وخلال أعوام السبعينات أصبح يقود مجموعة من الشباب القوميين أمثال الشهيد خالد شنكول والشهيد محمد قورخماز..

وان المرحوم المناضل محمد عزت خطاط يعتبر من مؤسسي تجمع القوميين التركمان واليوم يعتبر المرحوم الزعيم الروحي للتجمع ..

وفي أواخر عام 1980 القي القبض عليه بتهمة سياسية من قبل النظام البائد وفي آذار عام 1981صدر الحكم ضده بالحبس لمدة ( 7 سنوات ) لأسباب سياسية .. وفي تموز عام 1986م أطلق سراحه ومنذ ذلك اليوم كان المرحوم متأثراً بأيام السجن وكان صبوراً ويحث الناس على الصبر والتوكل على الله وكان قدوة للسجناء في الأدب والأخلاق وقبل وفاته أصيب بمرض سرطان في الكبد ولم يدم كثيراً حيث جاء اجله وهو راض بقدر الله تعالى وسلم أمره إلى الله بكل إيمان وتقوى وذلك في تاريخ 29/ 7 / 1991 وأوصى أولاده أولا بأن يدفنوه في مقبرة الأمام احمد ( رض ) ونفذوا وصيته ، ووصيته الثانية إذا سقط الطاغية يابني فأتوا عند قبري لتخبروني بذلك وقولوا لي ثلاث مرات لقد سقط الطاغية وفعلوا ما أوصى به ..

أن هذا هو شئ ضئيل عن تاريخ وحياة المرحوم محمد عزت خطاط انه كان النجم الساطع في سماء كركوك والمناضل الكبير والمفكر السياسي والشاعر البارع وذو كريم الأخلاق والأدب ، قوي الذاكرة ، وبسيط المظهر ، طيب القلب ، ومحبوب عند أصدقائه ومعارفه ، كثير المخالطة بالمجتمع وإلى جانب صفاته وخلقه كان المرحوم تقياً وورعاً ولكن بعقيدة طاهرة بعيدة عن الأوهام والخرافات متمسك بهدى القران الحكيم وسنة النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومتمسك بأقوال جدهم أهل البيت الأطهار وندعو الله العلي القدير أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويحشره مع الصديقين والشهداء ومع اجداده أهل البيت الأطهار عليهم السلام ..

comments: 0

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : مدونة سامكو