صحح معلوماتك عن (الخط الديواني)
بقلم : أحمد سلطان جبريلأستاذ الخط العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة عين شمس================مرت مدارس الخطوط بعد فترة تأسيسها على يد الخطاط العثماني الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي بفترات انحدر فيها مستوى بعض معلميها ،فقفز إلى مقعد التدريس بعض الخطاطين الحرفيين الذين لم ينالوا قسطا من التعليم النظامي وانشغلوا بحرفة الخط وهم الرزق ، وتدهور بهم الحالحتى أنه من أسعده الحظ وعمل بالحكومة تم تعينه على كادر العمال كما ورد بشكواهم من تدني أجورهم في كادر العمال الذي يخضعون له قانونا ، وهو كادر لا يشترط التعليم في الانتساب لوظائفه،لأن موظف الحكومة الذي يحمل شهادة الابتدائية كان لقبه الرسمي (أفندي)،وليس بين خطاطي الحكومة في هذا الوقت من حمل هذا اللقب ، وشغلوا وظيفة خطاطين في بعض دوواين الحكومة في العصر الملكي قبل قيام ثورة 23 يوليه عام 1952 م ،وكانت أشهر هذه الدواوين التي عملوا بها على كادر العمال هي مصلحة المساحة المصرية التابعة لوزارة الري .ثم قام بعض منهم بالتدريس في مدارس الخطوط العربية بالقاهرة ، مما فتح الباب في أوقات لاحقة لتسرب بعض غير المتعلمين للجلوس في مقاعد معلمى الخط وبداية تدهور العملية التعليمية لعدم وضوح الهدف من وجود مدارس الخطوط ،ولانشغالهم بتحقيق مصالح شخصية متصلة بمهنة الخط ،وإعداد صبية حرفين للعمل بمحلاتهم التجارية ،والتضييق على طالبي تعالم الخط من غير الحرفيين بتقليل عدد الطلاب الراغبين في دراسة هذا الفن ،والانزعاج من مستواهم التعليمي والثقافي ، والذي قد يحط من قدرهم أمام بقية الطلاب .
ولكن ماعلاقة كل ذلك بحديثنا عن المعلومات الخاطئة عن الخطوط العربية ؟
العلاقة وثيقةفمعلم الخط المتخصص وغير المتعلم وغير المثقف ، والذي يتصدى للتدريس ولا يملك أدواته ،عادة ما يلجأ إلى إرسال القول على عواهنه، سترا لجهله الثقافي في مجال الخط الذي يقوم بتعليمه ،فيسترسل في حديث جهالة بلا خشية من افتضاح أمره .
صحح معلوماتك عن (الخط الديواني
يتوهم البعض أن الخط الديواني هو أسلوب مستحدث لبعض مدرسي الخط بمدارس الخطوط ،
وليضفي الشأن والقيمة على نفسه يدعى أن فلانا من الجيل السابق ، له أسلوب ابتكره ، وبه عيوب
ولذلك فقد ابتكر أسلوبا لنفسه غير مسبوق ليضيف إلى أساليب كتابة الخط الديواني مالم يكن موجودا من قبل !!
وهذه كلها حماقات وترهات وخرافات لا تمت للعلم بصلة .
عشنا في هذا الوهم طلابا في ستينيات القرن العشرين الميلادي .
حتى يسر الله لي الاطلاع على مخطوطات دير سيناء ( المشهور بدير كاترينه) بجنوب سيناء والذي تحوي مكتبته عديدا من المخطوطات والوثائق العثمانية التي كانت موجودة بمكتبة المسجد الفاطمي الأثري داخل الدير والذي يقع أمام الكنيسة البازيليكية ،
أو الوثائق العثمانية التي كانت بقلعة الطور ( وكانت قلعة حربية عثمانية ومقرا للحكم ويحفظ فيها الوثائق والسجلات الرسمية )
وعقب تدهور نظام الإدارة في سيناء في نهاية الدولة العلية العثمانية وضعف يد الدولة في الوصول إلى جنوب سيناء ، تمكن أحد رهبان الدير في جمع هذه الوثائق ونقلها للدير ، وفيها سجلات مدون فيها التصرفات القانونية المدنية والأحكام القضائية والشرعية لبدو وقبائل جنوب سيناء وأحكام المحكمة الشرعية الصادرة من قاضي الشرع بالقلعة ، والتي كان مقرها بقلعة الطور ( راجع : تاريخ سيناء لنعوم شقير عميل المخابرات الانجليزية في مصر ) - وهذا حديث آخر قد نعود إليه .
كان في هذه الوثائق المنهوبة من قلعة الطور وثائق عثمانية بها خط ديواني كانت مودعة في المحكمة الشرعية بقلعة الطور .
وقد لاحظت أن أنواع الخط الديواني ثلاث :
النوع الأول :
خط ديواني قديم وهو الخط الذي ابتكره الخطاط العثماني لأول مرة في تاريخ الخط
وهذا مثاله :
النوع الثاني :
2 - خط ديواني أحدث ويتميز باتساع المسافة بين حروف كلماته .
3 - خط ديواني مشابه للسابق ويتميز باقتراب حروفه وضيق المسافات بين حروفه
وهذا مثاله :
4 - الخط الديواني الجلي :
وهذا مثاله :
ومكتوب به نصوص كاملة عديدة السطور في الصفحة الواحدة .
وليس سطرا واحدا كما يتوهم البعض ممن يجهلون هذا العلم
ووصل الأمر بأحد المدرسين أن طبع كراسة خط
ادعى فيها أن بعض حروف الخط الديواني لا ضرورة لوجودها ولا نحتاجها في حياتنا العملية (ولعله يقصد حياته التجارية الحرفية في شارع محمد علي )
فقرر أن يستبعدها من أشكال الحروف في الخط الديواني ويتبرأ منها لعدم احتياجه إليها ، ولصعوبة قرءتها (هكذا)
(لاحظ ضيق الأفق والنظرة الحرفية لتعليم الخط باعتباره علما وليس حرفة ،
فتدرك بسهولة جناية الحرفيين على تعليم الخط )
فإن الطالب المتخصص في الخط يحتاج أن يتعلم صور الحروف المستعملة وغير المستعملة ، تأهيلا له لكي يتمكن من كتابتها وقراءتها ، وخاصة في الوثائق التاريخية القديمة والمخطوطات وجميع الوثائق المكتوبة بهذا الخط من فرمانات وحجج شرعية وبراءات . . الخ
أدعياء الخط وجنايتهم على العلم :
كثر المدعون والجهلة في الحديث عن الخط الديواني
مابين قائل بأن هناك خط غزلاني ، وهذا غير صحيح.
وهناك خط لتلميذ له مختلف عن أستاذه ، وهذا غير صحيح.
ووصل الأمر أن ادعي أحدهم أن هناك خط ديواني مصري ، وأخشى أن يستمر الادعاء فيأتينا من لا يعرف ،
بدعاوى جديدة لا تقل عن سابقتها !!
نسأل الله السلامة من الادعاء والجهل والأدعياء .
comments: 0
Post a Comment